كثير من مرضى الكبد، لا يمنعهم الأطباء من صوم رمضان، شرط اتباع عدد من التعليمات، وتجنب عدد من المحاذير، حيث علاقة الغذاء بهذا العضو من جسم الانسان، علاقة مباشرة، ونوعية الغذاء وكمياته تؤثر في أداء الكبد لوظائفه، وفي الوقت نفسه يحذر اختصاصيو بعض مرضى الكبد من الصيام، حتى لا تدهور صحتهم.
ومعروف أن الكبد هو أكبر عضو في الجهاز الهضمي بجسم الانسان، ويقوم بأكثر من 500 وظيفة أهمها تصنيع الطعام بعد استقباله من الجهاز الهضمي، والتخلص من سموم الجسم. وتنظيم كمية السكر بالدم. وما يزيد عن الحاجة يخزنه كنشاء حيواني، ليحوله لسكر عند الحاجة، لذلك عندما يكون الكبد مريض يجب تنظيم الغذاء بشكل معين، حتى لا تتطور الحالة للأسوأ، وتزداد أهمية هذا التنظيم مع الصيام كما يؤكد الدكتور ايهاب فؤاد اختصاصي الجهاز الهضمي.
وحذر فؤاد من صيام مرضى الكبد في المراحل المتقدمة الذين يعانون من «الغيبوبة الكبدية» أو «الاستسقاء» أو «نزيف دوالي المريء» أو تلف الكبد في حالته المتأخرة، وكذلك المريض الذي يحتاج إلى تناول السوائل بصفة مستمرة. وعند سوء الحالة الصحية للمريض، إذا كان مصاباً بأمراض مزمنة أخرى مثل السكري أو مشاكل بالقلب أو الكلى. مضيفاً أن مرضى الكبد بخلاف الحالات السابقة يمكنهم الصوم، وأكد أن مرضى الدهون على الكبد يكون الصيام مفيداً لهم، لأنه يؤدي إلى انخفاض الوزن وتقليل نسبة الدهون في الدم ومن ثم تتحسن حالة الكبد.
وحدد استشاري الجهاز الهضمي مجموعة من النصائح، يجب على مرضى الكبد اتباعها، أهمها التعجيل بالإفطار وتأخير السحور، على أن تكون الوجبات صغيرة مع تناول أكثر من وجبة في الفترة بينهم، وان يراعي مضغ الطعام بشكل جيد، والابتعاد عن تناول المشروبات المثلجة أو شديدة السخونة، وتناول السوائل بشكل عام في جرعات صغيرة.
وينصح د. فؤاد بتجنب اللحوم عالية الدهون، واللحوم المصنعة مثل "البورجر" و"اللانشون"، والأسماك المملحة، والعصائر المحفوظة والمشروبات الغازية، واللبن المكثف، والقشدة، والحلويات عالية الدهون، ويحذر من المواد الحريفة مثل المخللات والتوابل، والأطعمة الحمضية، مثل البرتقال والليمون والمشمش وعصير الطماطم، خصوصاً في وجبة السحور، وتجنب زيادة الملح في الطعام.
الصيام يحسن نسبة الكولسترول السيئ في الدم
توصلت دراسة محلية جديدة إلى أن معدل مستوى الكولسترول منخفض الكثافة LDL (السيء) ينخفض أثناء الصيام في شهر رمضان المبارك بينما يرتفع معدل مستويات الكولسترول عالي الكثافة HDL (الجيد) وهو ما ينتج عنه تحسن واضح في نسبة الكولسترول السيء مقابل الكولسترول الجيد على الرغم من انخفاض مؤشر كتلة الجسم (BMI).
وقد ألقت هذه الدراسة التي أجراها فريق من أطباء القلب برئاسة الدكتور عمر الحلاق، رئيس قسم العلاج التدخلي لأمراض القلب في المستشفى الأمريكي في دبي، الضوء على موضوع الصيام وتناولت التغيرات في مستوى الكولسترول (والذي يعد مؤشراً رئيساً وأحد عوامل المخاطر المرتبطة بأمراض القلب) خلال شهر رمضان.
وتم عرض نتائج الدراسة خلال المؤتمر العالمي لأمراض القلب والذي انعقد في دبي.
وقد شملت الدراسة 37 متطوعاً بالغاً بشكل طوعي جميعهم قادرون على الصيام (لم يظهروا أية مؤشرات تمنعهم من الصيام) خلال شهر رمضان. وقد تم قياس كل من مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومعدل ضغط الدم (BP) ومستوى الدهون (فحص الدم الذي يقيس مستوى الكولسترول فيه) قبل أسبوعين من بدء شهر رمضان. وقد تم إجراء نفس هذه الفحوصات مرة أخرى خلال الأسبوع الرابع من شهر رمضان، ثم مرة ثالثة بعد ثلاثة أسابيع على انقضاء الشهر. وتجدر الإشارة إلى أن هناك نوعين من الكولسترول: أحدهما هو كولسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة أو الكولسترول السيء واختصاره LDL، والنوع الثاني هو كولسترول البروتينات الدهنية عالية الكثافة أو الكولسترول الجيد، واختصاره HDL.
ومن الممكن أن يتراكم الكولسترول السيء LDL على جدران الشرايين والأوعية الدموية وهو ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب (وهو السبب الذي من أجله يعد هذا النوع الكولسترول سيئاً. فكلما انخفض مستوى كولسترول LDL كلما كانت مخاطر الإصابة بأمراض القلب أقل).
أما الكولسترول عالي الكثافة HDL أو الكولسترول الجيد - فكلما ارتفعت مستوياته في الدم كلما كانت مخاطر الإصابة بأمراض القلب أقل. والسبب هو أن كولسترول HDL يحمي من أمراض القلب عن طريق إخراج الكولسترول السيء من مجرى الدم ومنع تراكمه في الشرايين.
وقال الدكتور عمر الحلاق الذي قاد الدراسة لمجموعة الإمارات: "تتناول دراسة دولة الإمارات تأثيرات الصيام خلال شهر رمضان على مستويات الكولسترول في الدم، وتوفر دليلاً على أن التغيرات في عادات وأنماط تناول الطعام خلال هذا الشهر الفضيل لها في الواقع أثر إيجابي على مستويات الكولسترول، على الرغم من وجود زيادة في مؤشر كتلة الجسم ضمن عينة الدراسة". واضاف: "ان هذه الدراسة لها أهمية خاصة في المنطقة التي تشهد ارتفاعاً في نسب الإصابة بالبدانة والسكري. وقد حققت نتائج هذه الدراسة قبولاً جيداً جداً خلال المؤتمر العالمي لأمراض القلب الذي انعقد مؤخراً في دبي". وأكد الدكتور الحلاق على ضرورة قياس مستوى الكولسترول مرة كل خمس سنوات على الأقل بالنسبة للبالغين الذين تتجاوز أعمارهم 20 سنة، وبشكل متكرر لدى الذكور فوق عمر 35 سنة والإناث فوق عمر 45 سنة.
نموذج لنظام غذائي مقترح لمريض السكري خلال شهر رمضان:
عند سماع الأذان:
- عصائر طازجة:
-عصير الجزر أو عصير الجزر مع الكرفس.
-عصير الطماطم الطازج أو عصير الطماطم مع عصير الجزر والليمون.
-عصير البرتقال أو التفاح أو الكمثرى الطازج.
-لبن قليل الدسم مع الموز مضاف إليه القرفة والزنجبيل.
-عصير المشمش الطازج مع قليل من المكسرات غير المملحة، في حدود 30 غراما (أي ما يعادل قبضة كف اليد الواحدة)
- مغلي أو منقوع الكركديه أو فاكهة الدوم خاصة إذا كان المريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم .
-منقوع عرق السوس بشرط ألا يكون المريض مصابا بارتفاع ضغط الدم أو تورم الجسم نتيجة احتباس السوائل.
-يمكن الاستبدال بمنقوع التمر في اللبن قطعا صغيرة من ثمار الكمثرى ونقعها في كوب من اللبن قليل الدسم.
وجبة الإفطار:
-خضراوات مسلوقة أو على البخار (جزر، فاصوليا خضراء، سبانخ، بروكلي، كرنب، قنبيط، خرشوف، اسبارجس/هليون).
-حساء (الشعرية، المشروم، البروكلي، الكرفس، الخضراوات المشكلة).
-الحبوب الكاملة (الشوفان، القمح الكامل، الخبز المصنوع من الدقيق الأسمر أو خبز النخالة).
-البطاطس المسلوقة أو المشوية، الأرز البني أو المعكرونة المصنوعة من القمح الكامل.
-الأسماك المشوية والتونة والسلمون والماكريل.
-اللحوم البيضاء مثل صدور الدجاج المشوية أو روستو الرومي.
-اللحوم الحمراء مسلوقة أو مشوية (ينصح بالاقلال منها قدر الإمكان وتناولها مرة إلى مرتين على الأكثر أسبوعيا).
بين الإفطار والسحور:
-خضراوات طازجة (خس، خيار، جزر، طماطم، جرجير).
-فاكهة طازجة (برتقالة محلية متوسطة، جوافة، موزة، تفاحة، كمثرى متوسطة الحجم، عدد 2 - 3 ثمار برقوق أو مشمش متوسطة الحجم، عدد 12 - 15 حبة عنب، عدد 3 حبات تمر، شريحة بطيخ (4 قطع)، نصف ثمرة كانتالوب (من فصيلة الشمام)، عدد 4 - 6 ثمرات فراولة، نصف ثمرة رمان).
وجبة السحور:
-جبنة قليلة الدسم، لبنة قليلة الدسم، زبادي، لبن رايب أو قليل الدسم.
-الحبوب الكاملة، الحمص المسلوق، رقائق الذرة، رقائق الشوفان.
-فول مدمس مع زيت زيتون، زيتون أسود، بيض مسلوق / أومليت بالخضار.
-بطاطس مسلوقة أو مشوية أو خضراوات مسلوقة أو على البخار.
-تونة أو سلمون، صدر دجاج مشوي، روستو الرومي.
-كوب من عصير الخضراوات أو الفاكهة الطازجة قبل مدفع الإمساك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق